103 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يلد ولم يكن له كفوا أحد. أحمده تعالى وأستهديه وأسترشده و أتوب إليه وأستغفره وأعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقرّة أعيننا محمد من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه سراجًا وهاجًا وقمرًا منيرا، فهدى الله به الأمة وكشف به عنها الغمة وبلّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا من أنبيائه.
وأشهد أن لا إلـه إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أنّ محمدا رسول الله الصادق الوعد الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
أما بعدفيا أيها المسلمون أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم.
يقول الله تعالى:
{72} وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ {73} وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {74}سورة الزمر ءاية 73، 74.
إخوة الإيمان، هي أيام معدودة قصيرة تمضي كالخيال ويقبل علينا شهر التوبة والرحمة والإحسان والزهد والخيرات والبركات، أيام معدودة تمضي كالخيال ويقبل علينا بإذن الله ربِّ العالمين أفضل الشهور رمضان.
إخوة الإيمان، شهر رمضان شهر ينتظره العباد الصالحون، ينتظرون أيامه ولياليه ليزدادوا بالطاعات نساء ورجالا فهذه زُبيدة رحمها الله وهي امرأة هارون الرشيد رحمه الله عملت عملاً كبيرًا أجرت الماء من أرض بعيدة إلى عرفات يقال له ماء زُبيدة لولا هذا الماء لهلك كثير من الحجاج ، هي عملت ذلك لوجه الله تعالى، رأت منامًا ، فقصت لمعبّر علم يعرف التعبير فقال لها تعملين عملاً ينتفع به الناس فأجرت هذا الماء من أرض بعيدة تحت الأرض، إلى الآن هذا الماء موجود، في الماضي نساء الملوك كن يعملن مبرات فيها خدمة كبيرة للمسلمين ، أما اليوم صار التنافس بينهن في بناء القصور وما أشبه ذلك .
وهذا أيضا عبد الرحمن بن أبي نُعم الذي كان من السلف الصالح لو قيل له غدًا القيامة ما كان عنده ما يزيده على ما يفعله من الطاعات ملأ وقته بالخير والنافع والمفيد، كان في الصيف يقوم الليل، يصلي داخل بيته ليبقى مستيقظًا من الحر وفي الشتاء يصلي على ظهر بيته ليبقيه البرد مستيقظًا ، هكذا يغتنمون الأوقات
والأنفاس، فاستفد أخي المؤمن من شهر الخيرات والبركات واسأل ربك أن تكون من عتقاء هذا الشهر الكريم فهذا شهر الصفاء والخير والبر، طوبى لأقوام صاموا عن الشهوات وقاموا في الخلوات يتلون من ءايات ذكره، فهذا سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه كان يقوم الليل وإذا صلى الوتر ختم القرءان في ركعة الوتر، فشهر رمضان أقبل بأنواره وذكرياته الطيبة حيث تفرح به القلوب وتستبشر به النفوس ولكن كيف كان يغتنمه الصالحون، ماذا كانوا هم فاعلين في هذا الشهر الكريم فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ترجمان القرءان ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يخرّج العلماء في شهر رمضان يعتكفون في المسجد ويَدرسون ويدرّسون، هذا شأنهم.
إخوة الإيمان إن الصيام عبادة لا يطّلع على صدق صاحبها إلا اللهُ علاّم الغيوب الذي يعلم خائنة الأعين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل عمل ابن ءادم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي " فدع شهوتك وطعامك من أجل الثواب من الله تبارك وتعالى .
إخوة الإيمان ، إن أيام الدنيا قصار وأيام الآخرة طوال ومهما أكثر الإنسان من الحسنات فإنه ينتفع بها في الآخرة الباقية التي ليس لها نهاية فأقبلوا في شهر رمضان شهر التوبة والرحمة والمغفرة، شهر القراءن، شهر الفتوحات والبطولات إلى الخيرات والبركات وأعمال البر والطاعات وتذكروا أن النبي صلى الله عله وسلم كان أجود ما يكون في رمضان .
نسأل الله أن لا يحرمنا من نبيه الشفاعة وأن يجعل التقوى لنا أربح بضاعة ونسأله أن لا يجعلنا في شهر رمضان لهذا العام من أهل التفريط والإضاعة
هذا وأستغفر الله لي ولكم .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه، صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد عباد الله فإني أحبكم في الله وأوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم وأستفتح بالذي هو خير وإن خير الكلام كلام الله.
يقول الله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }. البقرة 185 .
ولقد روي عن سلمان الفارسي أنه قال: "خطبنا رسول الله ءاخر يوم من شعبان فقال: " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعًا وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، شهر المواساة، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره (أي أجر عظيم) من غير أن ينقص من أجره شىء . قالوا يا رسول الله: ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم". فقال عليه الصلاة والسلام: "يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وءاخره عتق من النار ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة" .
إخوة الإيمان، لقد أكرمنا رب العزة بأن جعل لنا من بين سائر الشهور شهرا نقضي بياض نهاره في عبادة عظيمة ذات حكم سامية وثواب جزيل فلا بد أن نستقبل الصيام مقبلين على هذه الطاعة العظيمة بكل همة وعزم وحماس ولا بد لنا أن نشمر عن سواعد الجد لنيل الحسنات والخيرات.
حقا إن رمضان شهر الخيرات، شهر العطف، شهر الانتصار على النفس ، شهر الانتصار على نوازع الشيطان ، وحري بنا في هذا الشهر الفضيل المبارك الذي أنزل فيه القرءان أن نقتفي ءاثار النبي الأعظم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام. حري بنا أن نقتفي ءاثار الصحابة الكرام كأمثال بلال الحبشي الذي تحدى القهر، تحدى الصخر، تحدى جبروت الطغاة وهو تحت العذاب لا يحيد، ويأبى أن يخضع لحكم العبيد ولا يقول إلا أحد أحد. أين أيامنا هذه من تلك الأيام، تلك الأيام التي شهدت أبطالا رفعوا راية الحق ومهدوا الطريق لمن بعدهم فكانوا قدوة أعزهم الله في دينهم ودنياهم.
إخوة الإيمان، ولمعرفة ابتداء رمضانَ وانتهائِه طريقةٌ وأحكامٌ بيّنَها ربُّنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خَلْفِه، وبيّنها سبحانه وتعالى على لسانِ نبيه الذي لا ينطِق عن الهوى وإنما ينـزلُ عليه جبريلُ عليه السلامُ بالسُّنة كما ينـزل بالقرءان، ومنه صلى الله عليه وسلم أخذَ المسلمون معرفةَ ابتداءِ رمضان وانتهائه، فهو القائلُ صلى الله عليه وسلم:" نحنُ أمَّةٌ أمّيّةٌ لا نكتُبُ ولا نحسُبُ، الشهرُ هكذا وهكذا، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمّ عليكم فأكملوا عِدةَ شعبان ثلاثين"، رواه البخاريّ، فمعرفةُ ابتداءِ رمضانَ وانتهائه مبنيةٌ على المراقبة للهلالِ بالعينِ في المدن والقرى والبلداتِ، يَعرفُ ذلك كلُّ من عاش في بلاد المسلمين وشهد عاداتهم من الخروج لمراقبة الهلال وتجمّعِ الناسِ في المواضع التي تتوضّحُ فيها الرؤيةُ وإطلاقِ المدافعِ أو إيقادِ النيرانِ على رؤوس الجبالِ عند ثبوتِ الرؤيةِ إيذانا ببدءِ الشهر الشريف أو حلول العيد المبارك، فعلينا إخوة الإيمانِ بالتمسك بهذه العادات الجميلة التي تمتدُّ جذورُها إلى أيام الصحابة الكرام، والتي أشرف عليها أهلُ العلم على مرِّ الأزمان وحرص على المشاركة فيها أهل التقوى والفضل واستقر أمرها بين المسلمين في أنحاء الأرض، علينا بالتمسك بها، وإن ظهرت ونبغت طائفةٌ تريد منا أن نترك هذا السبيل وأن نطرح طريقة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأن نعتمد على حسابات المنجمين بتحديد أول الصوم وموعد عيد الفطر، فهؤلاء لا عبرة بكلامهم، لأن علماء المذاهب الأربعة اتفقوا على أن الأصل في تحديد أولِ رمضانَ هو التالي: يُراقَبُ الهلالُ بعد غروبِ شمسِ التاسع والعشرينَ من شعبان فإن رُؤيَ الهلالُ كان اليومُ التالي أولَ رمضان، وإن لم يُرَ الهلالُ يكونُ اليومُ التالي الثلاثينَ من شعبان، والذي بعده هو أولَ أيام رمضان، فلقد روى مالكٌ وأبو داودَ والترمذيُّ والنَّسائيُّ عن ابن عباسٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تصوموا حتى ترَوُا الهلال ولا تُفطروا حتى تَرَوْه فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العِدّة ثلاثين". فبعدَ كلامِ الصادقِ المصدوقِ صلى الله عليه وسلم تبين لكل صاحب لُبٍّ أن ما أورده هؤلاء الذين قالوا بالاعتماد على الحُسّابِ والمنجمين باطلٌ باطل، وأنهم خالفوا المذاهبَ الأربعة، وأن كلامهم هذا مردود باطل، وسرابٌ يَحسَبُه الظمآن ماءً، فإذا قَدِمَه لم يجدْه شيئا.
واعلموا أن الفقهاءَ اتّفقوا على وجوبِ مراقبةِ الأهلّةِ لكل شهرٍ هجريّ، بل قالوا إن ذلك من فروضِ الكفايةِ الذي إذا تركه كلُّ أهلِ البلد أثِموا كلُّهم.
فنصيحتُنا لكلِّ مسلمٍ أن يتمسكَ بما قالَه فقهاءُ المذاهبِ الأربعةِ الذين أجمعتِ الأمةُ على علوِّ شأنهم، وأن يدرسَ أحكامَ الصيامِ قبلَ دخولِ شهر رمضانَ على إنسانٍ جمعَ بين المعرفة والعدالةِ وتلقّى هذا العلم عن مِثلِه وهكذا بإسنادٍ متّصلٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الله تبارك وتعالى:" يا أيها الذين ءامنوا اتّقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون".
اللهم عَلِّمنا ما ينفعُنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأهِلَّ علينا رمضانَ بالأمن والأمان، والإيمانِ والاطمئنان، وسلامةِ الدينِ والمُعتقَدِ، إنك على كلِّ شىءٍ قدير يا أرحمَ الراحمين يا الله.
هذا وأستغفر الله لي ولكم.
إنَّ الحمد لله نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه. من بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً. بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ عنّا خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى كلِّ رسول أرْسَلَه.
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم بتقوى الله. يقول الله تعالى:" {7} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ ءامَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ {8}".
عبادَ الله، كل ساعة تمرُّ على الإنسان ولا يذكرُ اللهَ فيها تتقطّعُ نفسُهُ عليها حسَراتٍ يومَ القيامة، فكيف إذا مرَّتْ ساعةٌ معَ ساعةٍ ويومٌ معَ يومٍ.
عباد الله، هذا شهرُ التوبةِ قد ءابَ، شهرُ الزهدِ وكسرِ النفس، شهرُ صفاءِ الروح، فبادرْ يا عبدَ الله لأن تشغلَ أيامك وأنفاسك بطاعة الله، لأن من لم يشغلِ الفراغَ بما يعنيه شغلَهُ الفراغُ بما لا يعنيه.
لهذا، وحبا بالله نعرض عليكم ماذا ينبغي على الصائم أن يفعل في يومه:
عند الصباح استفتِحْ بذكر الله وقلْ:" بسمِ اللهِ الذي لا يضرُّ معَ اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء وهو السميعُ العليم"، قلها ثلاث مرات صباحا ومساءً، فقد ورد عن حبيبنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم أن من قالها ثلاثا لم يضرَّه شيء. ثم ردِّدْ يا أخي في الله أورادَ التحصين التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن شاء الله، يَدفعُ الله بها عنك أذى الإنس والجن.
ثم بادر إلى صلاة الصبح في جماعةٍ فلقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من صلى الصبحَ في جماعةٍ كانَ في ذِمَّةِ الله حتى يُمسي" وكن أخي المسلم مع الذين يشاركون في حضور مجالس علم الدين التي تكون بعد صلاة الفجر والعصر والعشاء.
ثم بعد ذلك يأتي وقتُ العملِ الدنيوي، فلا تغفل أن يكون عملُك الدنيويُّ بنية صالحةٍ بنيةِ تحصيل النفقةِ الواجبة على زوجتك وأولادك. اِتَّقِ اللهَ في عملك، فلا تكذب، ولا تَغُشّ، وتمثّل بقول خيرِ الخلق وحبيبِ الحقِّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:" الصيام جُنّة، فإذا صام أحدُكم فلا يرفُثُ ولا يجهل، وإن امرُؤٌ قاتلَه أو شاتمه فليقل إني صائمٌ إني صائم".
هذه هي الأخلاق التي أمرنا بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فالتزم بالأخلاق الحسنة، ففي رمضانَ أبواب الجنان تُفتَّح، وأبوابُ النيران تُغَلّقُ والشياطينُ تُصفّدُ، فإياك وسبابَ المسلمين وشتمَهم ولعنَهم بحجة أنك صائم، اتق الله يا عبد الله.
بطاعة الله تحلو الأوقاتُ، ويُهوِّنُ الله عليك ألم الجوع والعطش، وتنقضي الساعاتُ ويؤذّن لصلاة العصر، فاذهب أنت وجارُك، أنت وصاحبُك، أنت وولدُك إلى صلاة العصر في المسجد، ثم متّع قلبك وأذنَيْك بسماعِ درسِ العصر من أفواه من تلقى علم الدين، من أناس ثقات، حتى تستزيد من الأجر والثواب وتأخذَ من دار الفناء لتَعْمُرَ دار البقاء، واحذر من الذين يحرفون الدين ويشبهون الله بخلقه ويكفرون المسلمين بغير سبب.
من حاز العلم وذاكرهُ سعِدت دنياهُ وءاخرتُه
فأدم للعلم مذاكرةً فحياةُ العلمِ مذاكرتُه
بعد الدرسِ اذهَبْ إلى بيتِك وعَلِّم أهلَكَ ما تعلمتَ وساعدْهم في إعداد الطعام، وكنْ عَوْنا لأهل بيتك ، ولاقهم بالبِشر والخطاب الجميل، وخفف عنهم بالكلام الجميل التعبَ المُضْني مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهنا نصيحةٌ لوجه الله تعالى وهي أن تتركوا التنعمَ وأن تتركوا الإكثارَ من أنواعِ الأطعمةِ فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الاقتصادُ نصفُ المعيشة".
وما أحلى أن تُرسلَ من طعامِك وشرابِك لجارك الفقير، لمحتاج تعرفه، تكرمه لوجه الله، تُفطِّر صائما فتكسب من الأجر والثواب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من فطّر صائمًا فَلَهُ مثلُ أجرِه من غير أن يَنقُصَ من أجرِ الصائم شىء" ولو كان إفطارُك له على حبة تمر، والمعنى أنه يحظى بثوابٍ يُشبِهُ ثوابَه، وليس المعنى أنه يأخذُ ثوابا يساويه من كل الوجوه.
وبعدَ أن تتأكدَ من دخولِ الوقتِ بمراقبة غروبِ الشمس أو بسماعِ مؤذنٍ ثقةٍ يعتمد على المراقبة، عَجِّلْ بالفطر لحديث:" لا يزالُ الناسُ بخيرٍ ما عجَّلُوا الفِطر". وقل:" اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله".
واجعل فطورك على تمر فإن لم تجد فعلى ماء ثم قم إن شئت قبل إتمام الطعام لصلاة المغرب، وبعد إتمام الإفطار قم بهمة ونشاط إلى المصلى لصلاة العشاء وقيام رمضان، وأكثر من قراءة القرءان وإياك أن تضيع وقتك على التلفاز تنقلُ من محطة إلى أخرى.
بل قم إلى مضجعكَ وذلك بعد صلاة التراويح وقل: اللهم باسمك أَموتُ وأحيا، لِتَقْوَى على الاستيقاظ بعد منتصف الليل لصلاة التهجد وقراءة القرءان ثم النومِ بعد ذلك ثم الاستيقاظِ للسُّحور فإن في السّحور بركة.
وهنا أذكركم بفرضٍ من فرائض الصيام، بتبييت النية قبل الفجر. وذلك بأن تقول في قلبك نويتُ صومَ يوم غدٍ عن أداء فرضِ رمضان هذه السنة إيمانا واحتسابا لله تعالى.
وكما أذكّركم بدفع زكاة الفِطْر لمن لم يدفَعْها. فيجب على الرجل أن يدفع عن نفسه وعن زوجته وأولاده الصغار الذين هم دون البلوغ أما من بلغ منهم فلا يجب عليه أن يدفع عنهم، وكذلك يجب عليه أن يدفع زكاة الفطر عن أبويه إن كانا فقيرين. وزكاة الفِطر هي عن كلِّ واحدٍ صاعٌ من غالب قوتِ البلدِ إذا فضلت عن دَيْنِه وكسوته ومسكنه وقوتِه وقوتِ من عليه نفقتُهم يومَ العيدِ وليلتَه وينوي عند دفعها بأنها زكاة بدنه. ومن أراد دفع القيمة فليدفع عن كل واحدٍ ثلاثة دولارات تقريبا وإن دفع زيادة عن القدر الواجب ينوي بالزيادة الصّدقة. والأفضل دفع زكاة الفِطرة قبل صلاة العيد ويكره بعدها ويحرم تأخير دفعها إلى ما بعد غروب شمس يوم العيد. ويجوز إخراجها في رمضان ولو في اوّل ليلةٍ منه.
واعلم يا أخي أن كل ليلة من ليالي رمضان يحتمل أن تكون ليلة القدر، فأكثر من الدعاء والصلاة في كل ليلة وخاصة في العشر الأواخر من رمضان، فالعبادة في ليلة القدر خير من عبادة ألف شهر.
وأخيرا أحذركم مما يسمى بخيم رمضان، حيث اللهو والمعاصي وأنصحكم بزيارة الأقارب، وصلة الرحم. نسأل الله تعالى أن يتقبل منا صلاتنا وصيامنا وركوعنا وسجودنا.
هذا وأستغفر الله لي ولكم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله .
أما بعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي القدير القائل في محكم كتابه : {يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} سورة البقرة .
أخي المؤمن ، أخي المصلي ، أخي الصائم ، أنت في شهر عظيم أنزل فيه القرءان شهر رمضان ، وأيام فضيلة مباركة يكثر فيها أعمال الخير ولكن لا تنسَ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل عمل ليس عليه أمرنا فهو ردّ " .
أي كل عمل لا يوافق شريعتنا فهو ردّ أي مردود . وكيف يُعرف المردود من الصحيح المقبول ؟ يُعرف بالعلم الشرعي، يُعرف بحضور مجالس علم الدين . فالجاهل كالتائه في الصحراء بلا دليل لا يدري هل يقترب من مبتغاه أم يبتعد ، فالجاهل لا يضمن صحة صلاته ولا صحة صيامه ولا صحة حجه . فخطبتنا اليوم عنوانها: " كيف يكون صيامك مقبولاً عند الله " .
فرائض الصيام اثنان :
الأول: النية ومحلها القلب ، يعني ليس شرطًا أن تتلفظ بها بلسانك، وهي واجبة لكل يوم من رمضان ولا يصح الصيام بدونها ، فيقول بقلبه: نويت صيام يوم غد من شهر رمضان لله تعالى .
والحائض والنفساء التي انقطع دمها ليلة الصيام عليها أن تنوي صيام اليوم التالي من رمضان وإن لم تغتسل لأن الغسل شرط لصحة الصلاة وليس شرطًا لصحة الصيام .
ثم بعد نية الصيام التي قد تكون بعد المغرب بقليل أو بعد العشاء أو بعد السحور لكن قبل طلوع الفجر فبعد نية الصيام لا يؤثر على هذه النية الأكل والشرب والجماع قبل طلوع الفجر، ومن نام ليلاً ولم ينوِ الصيام حتى استيقظ بعد الفجر وجب عليه الإمساك عن المفطّرات وعليه قضاء هذا اليوم من رمضان . هذا الركن الأول وهو النية .
أما الركن الثاني : الإمساك عن الأكل والشرب وعن إدخال كل ما له حجم ولو صغيرًا إلى الرأس أو البطن أو الأمعاء ونحوها من منفذ مفتوح كالفم أو الأنف أو القبل او الدبر ولو كان ذلك أجزاء صغيرة ، وهذا الإمساك وقته من الفجر إلى المغرب .
أما من أكل ناسيًا أو شرب ناسيًا ولو كثيرًا لم يفطر . فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" .
ومن أدخل شيئًًا إلى فمه كإصبعه فأخرج القيء عمدًا أفطر ولو لم يرجع منه شىء إلى الجوف لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء (أي غلبه) وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقضِ" رواه أبو داود .
كما يجب ترك الجماع وإخراج المني بالاستمناء بنحو اليد والمباشرة فإنهما مفطّران. أما الصائم النائم إذا احتلم فلا يفطر .
والذي يبطل الصيام أشياء منها : الأكل ولو قدر سمسة أو أقل عمدًا لا ناسيًا، والشرب ولو قطرة ماء أو دواء .
وكذلك شرب السيجارة أو الأركيلة مفطّر لأنه ينفصل عنها ذرات صغيرة تصل إلى جوف الصائم الذي يشربها . أما الدخان الذي يصل إلى جوف الصائم من شارب السيجارة الذي يجالسه في السيارة مثلاً فإنه غير مفطّر .
ومن أغمي عليه في نهار الصيام وأفاق ولم يستغرق إغماؤه كل اليوم لا يفطر، أما إذا استغرق الإغماء كل اليوم من الفجر حتى الغروب لم يصح صيامه. أما إذا طرأ عليه الجنون ولو لحظة أفطر . اللهم ثبّت علينا العقل والدين يا أرحم الراحمين .
وكذلك إذا طرأ على المرأة حيض أو نفاس ولو قبيل الغروب أفطرت .
وكذلك القطرة في الأنف أو الأذن مفطرة ، والحقنة في القبل أو الدبر مفطرة، أما الإبرة تحت الجلد أو في العضل فلا تفطر.
ومن مفسدات الصيام الوقوع في الكفر عامدًا ولو مازحًا أو غاضبًا باختياره ذاكرًا للصوم أو غير ذاكر لأنه لا تصح العبادة من كافر لذلك يجب عليه تجنب الكفر بأنواعه الثلاثة وعدم الوقوع فيه مطلقًا ، وهذه الأنواع :
الكفر القولي : كمسبة الله أو دين الإسلام أو الأنبياء .
الكفر الاعتقادي : كاعتقاد أن الله جسم أو ضوء أو روح أو أن له جهة ومكانا .
الكفر الفعلي : كرمي المصحف في القاذورات أو سجود لصنم .
فمن حصل منه نوع من أنواع الكفر الثلاثة فعليه أن يقلع عن الكفر فورًا ويتشهد للدخول في الإسلام بقوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمّدًا رسول الله ويمسك بقية اليوم عن المفطّرات ثم يقضيه بعد يوم العيد فورًا .
اللهم أمتنا عليها يا رب العالمين .
هذا وأستغفر الله لي ولكم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاديله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له، وأشهد أنّ سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمدًا عبده ورسوله وصفيّه وحبيبه صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد عباد الله فإنّي أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم القائلِ في محكم كتابه:" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ {3} تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْرٍ {4} سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {5} ".سورة القدر.
هي ليلةٌ عظيمة الشأن لا تكون إلا في شهر رمضان ولا يشترط أن تكون ليلة السابع والعشرين منه بدليل حديث واثلة بنِ الأسقع قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أُنزلت التوراةُ لستٍ مضَين من رمضان وأنزل الإنجيلُ لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل الفرقانُ لأربع وعشرين خلت من رمضان".
فيحتمل أن تكون أي ليلةٍ من ليالي رمضان، والغالب أنها تكون في العشر الأواخر من رمضان.
{ليلة القدر خيرٌ من ألفِ شهر} . فمن أراد إحياءَ ليلةِ القدر فليتهيّأ لهذه الليلةِ العظيمةِ المباركة أولاً بعلم الدين لأنه هو أي علمُ الدين حياة الإسلام ولأن العلمَ قبلُ العمل، فمن أراد أن يحييها بالذكر، بالاستغفار، بالتسبيح والتحميد والتهليل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، عليه أولاً بعلم الدين، من أراد أن يحييها بصلاة التطوع، بقيام الليل، بتلاوة القرءان العظيم عليه أولاً بعلم الدين، كثيرٌ من الناس اليوم لا يعرفون خالقهم إنما يقولون بألسنتهم لا إله إلا الله. لا إله إلا الله هي حِصنٌ لمن تجنبَ الكفريات فمن قال بلسانه لا إله إلا الله وفي قلبه ما ينقُضُ معنى لا إله إلا الله فهذا ليس بمسلم عند الله، كمن اعتقد أن الله ضوء أو جسم أو روح.
ولا تستغرب أخي المسلم الصائم من تركيزنا وتشديدنا على هذا الموضوع، فلقد ظهرَ في عصرنا هذا من يقول الله ذكر والمطر بوله والعياذ بالله من هذا الكفر .
وتتميزُ ليلةُ القدر بالنسبة لمن يراها يقظةً أنه يرى أنوارًا غير أنوار الشمس والقمر والكهرباء، أو قد يرى أن شروق الشمس في غد تلك الليلة المباركة العظيمة في صبيحتها يختلف عن شروق شمس صبيحة باقي الأيام .
{تَنَزّل الملائكة} أي ملائكة الرحمة .
أي تهبط الملائكةُ من كلِّ سماء إلى الأرض. والمراد بالروح جبريلُ عليه السلام وهو أشرفُ الملائكة.
وللملاحظة إخوة الإيمان، الملائكةُ أجسامٌ نورانية ليسوا ذكورًا ولا إناثًا لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتناكحون ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وقوله تعالى: {فيها} أي في ليلة القدر .
وقوله تعالى: {من كل أمر} أي بما أمر الله تعالى به وقضاه يتنَزلون بكلِّ أمرٍ قضاه الله في تلك السنة إلى قابل، ليلة القدر هي الليلة التي قال الله تعالى فيها: {فيها يُفرق كلُّ أمر حكيم} الدخان/4 .
أي فيها يُطلع اللهُ تعالى ملائكتَه الكرام على أخبارِ السنةِ القابلة من إماتةٍ وإحياءٍ ومَن مِنَ العباد سيبتليهمُ اللهُ بالمرضِ والفقر والبلاء ومن منهم يُنْعِمُ عليهم بالصحة والغنى وغير ذلك، يُطلعُ اللهُ في ليلةِ القدرِ الملائكةَ المقربين. هذا معنى {فيها يُفرق كلُّ أمر حكيم} الدخان/4 .
ومن الناس من يراها في المنام، كأن يرى الأشجارَ ساجدةً لله وقد يرى ذلك يقظة والأكملُ والأقوى رؤيتُها يقظة، ومن رءاها في المنام ففي ذلك خير. فمن أكرمه الله تعالى برؤيتها في تلك الليلة فليدعُ اللهَ أن يفرّجَ الكربَ عن المسلمين وأن يرفعَ البلاءَ والغلاء عن المسلمين وأن يرفعَ عنهم ويفرّجَ عنهم ما أهَمّهم وأغمّهم وليقل اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني . (وعنا) .
وينبغي لمن رأى ليلةَ القدر أن يكتمَ ذلك ولا يتكلم به للناس لأمورِ منها أنه يُخشى أن يُصابَ بالعين، ومنها أنه إن تكلم قد يؤدي ذلك إلى فتورِ همةِ بعضِ المجتهدين بالعبادة رجاءَ أن توافقَ عبادتُهم ليلةَ القدر ليضاعف ثوابهم، فإنّ مِن حِكَمِ إخفائها عن الناس أن يجتهدَ العبدُ في الطاعة كل ليالي رمضان رجاء أن تصادف عبادته ليلة القدر ليضاعف ثوابه. ففي الحديث:" من قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه" .
واعلموا أنه ينبغي للإنسان المؤمن أن يعملَ بالطاعات في ليالي رمضان كلِّها حتى يصيب تلك الليلة كي لا يفوته ثواب إحيائها ولو لم ير علاماتها في اليقظة أو في المنام، فهيئوا الزاد ليوم المعاد وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا واستعدوا ليوم لا بد فيه من أن تدخلوا حفرة القبر، والقبر بابٌ وكلُّ الناس داخله وملَكُ الموتِ لا يستأذنُ كبيرًا كما لا يستأذنُ صغيرًا ولا يتركُ قويًا معافًى كما لا يتركُ مريضًا سقيمًا أو شيخًا هَرِمًا فأقبلوا إلى ءاخرتكم بالطاعة والتوبة قبل الموت .
هذا وأستغفر الله لي ولكم