البراهين والأدلة الحقيقية في الرد على عبد الرحمن دمشقية الجزء الثاني Video
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ثم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وءاله وصحبه ومن والاه وبعد
قال الله تعالى : [وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا] {الإسراء:81}
أيها الناس
في يوم الأربعاء التاسع من شهر نوفمبر عام أربعة وتسعين وتسعمائة وألف وفي إحدى قاعات جامعة في ملبورن أستراليا أي قبل نحو خمسة عشر عاما من يومنا هذا تمت مناظرة علمية علنية بين أهل السنة والجماعة، وكان لي شرفا أن أمثل أهل السنة، وبين الفرقة الوهابية ممثلة بعبد الرحمن دمشقية الذي طرد من أزهر لبنان لأسباب لا أخلاقية.
والفرقة الوهابية معروفة بانحرافاتها وشذوذها عن عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح رضوان الله عليهم، وهي الداعية إلى التجسيم وتشبيه الله بخلقه في هذا العصر وإلى تكفير المؤمنين وتفريق صفهم.
أيها الناس
في تلك المناظرة التي وافق عبد الرحمن دمشقية أولا على حضورها، ثم خاف وتردد وحاول التملص، ولجأ أتباعه إلى التهديد والوعيد، ثم اضطر إلى المجيء خوف الفضيحة ومعه جهاز الكمبيوتر الذي كان يكثر من استعماله لاستخراج ما يدعيه دليلا وهو ليس كذلك، نفذت مشيئة الله وجرت المناظرة، وظهر الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا.
أقيمت الحجة على دمشقية وظهر لكل منصف عجز الوهابية عن الرد على أسئلة أهل السنة والجماعة بل وبان للجميع أن الوهابية تطلق ألسنتها بالتكفير بلا حق وبلا سبب.
نعم لم يستطع الوهابي عبد الرحمن دمشقية الإجابة. وحاول التملص والهروب إلى مواضيع أخرى فشهد عليه الجميع بعجزه وضعفه وتناقضه. بل اعترف بلسانه أنه تحايل على الناس بتأليف كتب ونشرها مستخدما أسماء أناس غيره على أنهم ألفوها ليوهم الناس أنه ليس وحده من يقول هذا، وقد فضح في ذلك اليوم والحمد لله.
واليوم وبعد مرور كل هذه السنوات يأتي عبد الرحمن دمشقية وبعد أن بحث في الكتب وصفحات الإنترنت كما هو شأن المفلس من العلم الذي لا يفرق بين الصحيح والفاسد ، شأن من شيخه جلدة الكتاب والكومبيوتر، شأن حاطب ليل يحمل حزمة من حطب لا يدري أن فيها أفعى قاتلة، يأتي مدعيا أنه عرف الإجابة على السؤال الأول دون بقية الأسئلة، فبدأ أولا بالإغارة على رواية ابن عمر الصحيحة عندما خدرت رجله وقال "يا محمد" وحكم عليها بالضعف، مع كونه يعرف نفسه أنه ليس من أهل التصحيح والتضعيف بل هو ومن كان على شاكلته محرومون من حفظ الحديث الشريف ومن هذه المرتبة.
أيها الناس
روى الإمام البخاري في كتابه "الأدب المفرد" تحت باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله: قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك فقال: يا محمد) انتهى
وكلمة :"يا محمد" ثابتة في مخطوط الأدب المفرد للبخاري كما أنها ثابتة في عدة نسخ مطبوعة للأدب المفرد وليس الأمركما يقول الوهابي عبد الرحمن دمشقية من أنه لا يوجد في كتاب الأدب المفرد للبخاري لفظ "يا" محمد، بإثبات النداء إلا ما حققه كمال الحوت.
وهذا الحافظ شمس الدين السخاوي من أهل القرن التاسع الهجري أثبت في كتابه "القول البديع في الصلاة على النبي الشفيع" أنه في كتاب الأدب المفرد للبخاري لفظ: "يا محمد"، فقال ما نصه: "وللبخاري في الأدب المفرد من طريق عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال: يا محمد" اهـ
وإسناد البخاري هذا صحيح لا علة فيه فأبو نعيم هو الفضل بن دكين، ثقة إمام ثبت في الحديث ، وأما سفيان فهو سفيان الثوري شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه، الإمام المجتهد، وأما أبو إسحاق فهو السبيعي ثقة من العلماء العاملين، ومن جلة التابعين. ولما كبر تغير حفظه تغير السن، ولكن رواية الثوري عنه كانت قبل ذلك. وأما عبد الرحمن بن سعد فقد وثقه النسائي وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.
وأما قول دمشقية :" الرواية ليست صحيحة فهي معلولة بتدليس واختلاط السبيعي" فهو تمويه منه وخيانة وتدليس فلا ينطبق هذا على رواية البخاري له في الأدب المفرد بدليل أن الإمام المجتهد سفيان الثوري روى عنه ذلك لأن سفيان هو من أوائل من سمع من أبي إسحاق السبيعي أي قبل أن يتغير حفظه، وقد ذكر الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب: أن الثوري أثبت الناس في السبيعي. ومثل هذا في تهذيب الكمال للحافظ المزي .
وسأزيد دمشقية بشىء يصعقه وهو أن أثر ابن عمر هذا رواه الإمام السلفي الحافظ الحجة إبراهيم الحربي الذي كان يشبه بالإمام أحمد بن حنبل في العلم والورع في كتابه "غريب الحديث" فقال:
حدثنا عفان – هو عفان بن مسلم، ثقة، ثبت، إمام حافظ – قال حدثنا شعبة – هو شعبة بن الحجاج، الإمام، الحافظ، أمير المؤمنين في الحديث - عن أبى إسحاق عمن سمع ابن عمر قال خدرت رجله فقيل: اذكر أحب الناس. قال: يا محمد.
ثم بين الإمام الحربي أن الذي سمع من ابن عمر هو عبد الرحمن بن سعد الثقة.
فقال أي الحربي: حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا زهير عن أبى إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد: جئت ابن عمر فخدرت رجله. فقلت: ما لرجلك؟ قال : اجتمع عصبها قلت: ادع أحب الناس إليك قال : يا محمد، فبسطها.
فهذا الأثر بهذا الإسناد بحمد الله هو حجة قاطعة له بإذن الله، وفيه رد على تضليله الناس، فقد رواه عن السبيعي الإمام شعبة وهذا ينفي عنه ما يزعمه من اختلاطه لأن شعبة من أوائل الذين سمعوا منه، أي قبل أن يشيخ وينسى.
وينفي ما يزعمه من تدليسه لأن شعبة قال:" كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبي إسحاق وقتادة" اهـ نقله عنه الحافظ ابن حجر وابن طاهر المقدسي وغيرهما، هذا وقد قال الإمام يحيى بن معين: (إنما أصحاب أبى إسحق سفيان وشعبة) اهـ
فبان أيها الناس أن الذي اختلط عقله هو المدعو عبد الرحمن دمشقية.