(التمييزُ هو الاسمُ المنصوبُ المفسرُ لما انبهمَ من الذواتِ)
وناصبه ما قبله من فعل أو عدد أو مقدار كما سيظهر من الأمثلة،
وقد يكون مبيناً لما خفي من النّسَبِ كما سيتضح بالأمثلة أيضاً
(نحو قولك: تصَبَّبَ زيدٌ عرقاً)
فتصبب فعل ماض، وزيد فاعل، وعرقاً تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة بالفعل قبله،
وهو مبين لما انبهم من النسبة فإن نسبة التصبب إلى زيد تحتمل أن تكون من جهة
العرق أو غيره، وكذا قوله
(وتفقأ بكرٌ شحماً وطاب محمد نفساً)
كل من التمييزين فيهما مبين لما انبهم من النسبة، وكل من التركيبين فعل وفاعل ،
وشحماً في الأول تمييز، وكذا نفساً في الثاني،
(واشتريت عشرين غلاماً)
اشتريت فعل وفاعل، وعشرين مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وغلاماً تمييز لعشرين لإبهامها لصلاحيتها لكل معدود، وناصب التمييزعشرين،
(وملكت تسعين نعجةً)
ملكت فعل وفاعل، تسعين مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر،
ونعجة تمييز لتسعين منصوب به كما تقدم في عشرين،
(وزيدٌ أكرم منكَ أباً)
زيد مبتدأ، وأكرم خبره، ومنك جار ومجرور متعلق بأكرم ،
وأباً تمييز منصوب بأكرم محول عن المبتدإ،
والأصل أبو زيد أكرم منك فحصل إبهام في نسبة الإكرامية إليه من أي جهة فجيء بالتمييز لبَيان ذلك الإبهام ومثله قول:
(وأجمل منك وجهاً)
فأجمل معطوف على أكرم الواقع خبراً عن زيد والمعطوف على الخبر خبر،
والتقدير زيدٌ أجمل منك وجهاً، فزيد مبتدأ، وأجمل خبره،
ومنك جار ومجرور متعلق بأجمل،
ووجهاً تمييز محول عن المبتدإ لإبهام نسبة الأجملية إليه،
والأصل وجه زيد أجمل منك ففعل به ما تقدم.
(ولا يكون إلا نكرة)
يعني أن التمييز كالحال لا يكون إلا نكرة كما تقدم في الأمثلة وأما قوله:
وطبت النفس يا قيس عن عمرو
فأل فيه زائدة.
(ولا يكون إلا بعد تمام الكلام)
كما تقدم في الأمثلة أيضاً، وقد يتقدّم إذا كان عامله متصرفاً كقوله:
وشيباً رأسي اشتعلا. فشيباً تمييز مقدم على عامله وهو اشتعل.
والله سبحانه وتعالى أعلم