بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
www.mika2eel.com - |
|
الشيـخ عبد المجيـد المغـربــي( المتوفي سنة 1352 هـ )
ينتمي إلى عائلة تسلسل منها القضاة والمفتون والعلماء الأعلام تلقى علومه من نخبة من علماء طرابلس كالشيخ أبي المحاسن القاوقجي والشيخ حسين الجسر وغيرهما. اشتغل بالتدريس في مدارس طرابلس و في الجامع المنصوري الكبير.
تولى منصب أمين الفتوى في طرابلس، حتى أقيل في عهد الانتداب الفرنسي بسبب مواقفه السياسية و الوطنية. شغله أمر إصلاح عقائد أبناء المسلمين وتطهيرها من شُبَه الملحدين.
قال في كتابه ( المنهاج في المعراج ) وقد نشر حديثـًا تحت عنوان ( رسالة علمية في الإسراء والمعراج ) في الصحيفة/26:
وكم ذا وجدتني وأنا في ذاك الجمع يرجف قلبي رجفانـًا مزعجاً حين يستمع المستمعون من تالي القصّة قوله حكاية لقول موسى عليه السلام في مسئلة تخفيف أعداد الصلوات ارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف فيرجع ثم يعود إلى موسى بالحط خمسًا فخمسًا من ذاك العدد، مما قد يوهم المكان و الجهة في حقه، سبحانه و تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا. اهـ
لذلك وضع عدّة تآليف في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة منها:
- علم العقائد وضعه بتكليف رسمي من المشيخة الإسلامية في اسطنبول.
- حُسنُ البيان في واجبات الإنسان كتبه بأمر من السلطان عبد الحميد.
- اللآلئ الثمان في شرح رسالة شيخه أبي المحاسن القاوقجي التي سمّاها ( كفاية الصبيان فيما يجب من عقائد الإيمان ).
- نيل الأمانـي على هداية الدجانـي في علم التوحيد.
- شرح الرسالة السنوسية في العقائد.
قال في رسالته(المنهاج في المعراج) في الصحيفة /24 ما نصّه:
ولا فرق بين جوف حوت يونس وطور موسى و مسرى محمّد عليهم السلام بالنسبة إليه تعالى، حيث لا يحويه مكان ولا تحصره جهـة، لا فـوق ولا تحت، كان الله تعالى في الأزل ولـم يكن شيء من الكائنات والأمكنة والجهات على الإطلاق .اهـ
مراد الشيخ عبد المجيد المغربي ما ورد في قصة المعراج, ان النبيّ صلى الله عليه وسلم بعد انفراده عن جبريل بعد سدرة المنتهى وصل الى مستواً أي مكانٍ يسمع فيه صريف الأقلام التي تنسخ بها الملائكة في صحفها من اللوح المحفوظ, فبيّن رحمه الله أن اعتقاد البعض أن الرسول وصل إلى مكانٍ هو مركزٌ لله تعالى هو ضلال مبين لأن الله تعالى موجودٌ بلا مكان, وأنه بوصوله عليه الصلاة والسلام إلى هذا المكان لم يكن بأقرب إلى الله من يونس وهو في بطن الحوت في قعر البحر وأنهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حدٍ سواء , ولو كان عزّ وجلّ مقيداًُ بالمكان أو الزمان, لكان النبيّ أقرب إليه فثبت بهذا نفي الجهة الاستقرار في المكان عن الله عزّ وجلّ.
- الشيـخ عبــد الفتـاح الزعـبي( المتوفي سنة 1354هـ)
من أكابر مشايخ السادة الزعبية في طرابلس. تولى الخطابة والإمامة والتدريس في الجامع المنصوري الكبير ثم عُيّن نقيباً للسادة الأشراف، ومن بعده تولّى خطابة الجامع المنصوري ولده الشيخ علي ثم حفيده الشيخ معتصم بالله الزعبي.
جمعت خطَبهُ التي كان يُلقيها من على منبر المسجد المنصوري وغيره في كتاب سميَّ ( المواعظ الحميدية في الخطب الجُمعية )، وفيه يقول: في الصحيفة /84 ما نصّه:
الحمد لله المقدس في ذاته عن المدارك العقلية، المنـزه في صفاته عن النقائص البشرية.اهـ
ويقول في الصحيفة/85 ما نصّه: وتفكروا في ءالائه ولا تتفكّروا في ذاته العليّ، واعلموا أن خطرات الأفكار في ذلك وهمية، وكيف يحيط العقل بمن تقّدس عن الكمية والكيفية والأينية، فنـزّهوا ربّكم وقدّسوه عن الخواطر الفكرية. اهـ
وفي الصحيفة/86 يقول: كلّ ذلك يدل على وجود صانع منـزّه عن الكيفية والمثلية، ومقدّس عن خطرات الأوهام ومزاعم الحلولية. اهـ
وفي الصحيفة/96: تحدّث عن معراج النبيّ عليه الصلاة والسلام إلى السماء الذي ليس المقصود به وصول الرسول إلى مكان ينتهي وجود الله تعالى إليه، ويكفر من اعتقد ذلك، إنما القصد من المعراج هو تشريف الرسولعليهالصلاة والسلام باطلاعه على عجائب في العالم العلوي، وتعظيم مكانته ورؤيته للذات المقدّس بفؤاده من غير أن يكون الذات في مكان.
فقال رحمه الله : مع شهودٍ منـزّهٍ عن الكيفية وقربٍ مقدّس عن المكان والأينية، إذ الحقّ لم يفتقر إلى شيء فيتخذَ له تعالى محلاً، ولكن دعاه الحقّ تعالى إلى ذلك المكان ليريَه من آياته عجائب بدائع الإمكان.اهـ
والله تعالى أعلم وأحكم , والسلام عليكم ورحمة الله .