افتتاحية المركز الإسلامي الكبير في برلين ألمانيا
مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يوم الجمعة 21/5/2010
Berlin Deutschland
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمّد طه الأمين, وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين, ومن اتبعهمبإحسان إلى يوم الدين, وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له, ولا ضدّ ولا ندّ ولا زوجة ولا ولد له, ولا شبيه ولا مثيل له ولا جسم ولا حجم ولا جسد ولا جثّة له, ولا صورة ولا أعضاء ولا كيفية ولا كمية له, ولا أين ولا جهة ولا حيز ولا مكان له, كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان, فلا تضربوا لله الأمثال, ولله المثل الأعلى, تنزّه ربي عن الجلوس والقعود, وعن الحركة والسكون, وعن الاتصال والانفصال, لايحل فيه شئ ولا ينحل منه شئ, ولايحلُ هو في شئ, لأنه ليس كمثله شئ, مهما تصورت ببالك فالله لايشبه ذلك, ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.
وأشهد أن سيدنا ونبيّنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمّدا عبده ورسوله ونبيّه وصفيّه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله. الصلاة والسلام عليك ياسيدي يارسول الله, الصلاة والسلام عليك ياسيدي ياحبيب الله, الصلاة والسلام عليك ياسيدي ياعظيم الجاه, ضاقت حيلتنا, وانت وسيلتنا, أدركنا بإذن الله يارسول الله , أدركنا بإذن الله ياحبيب الله .
زَوِّدْ شُجُونِي مَنْ عَلَيْلِ نسيمهم واجعل غبارَ النعل أثمد مِرْوَديِ
وأكاد أصعق من غبار ضريحه من ريحه الفوَّاح بالنشر الندي
ماذا تُراني فاعلاً لو أنني أعطيتُ قرباً بالبساط الأحمدي
ستشب نارٌ في الفؤاد فلا أرى يطفيـــــه بحرٌ ما أراه مبردِ
يا شعرةً من وجه أحمد نَسِّمي بنسيمٍ من فَوْحِكِ المعْطارِ
وكأنها تاجُ الشموسِ ودُّرُها فانْعَمْ هُديتَ بِلُجَةِ الأنوارِ
وهي التي جمعت بآنٍ واحدٍ شمس الضحى مع طلة الأقمار
إن كنت تَنْشُد في الحياة مباهج فهي البهاءُ ومجمعُ الأسرار
أو كنت تُنِشدُ من مقامك نغمةً فاطرب بحضرة شعرة المختار
يامن غدوتِ دواءَنا من دائنا انتِ الضياءُ بظلمتي ومناري.
الصلاة والسلام عليك ياحبيب الله, ياعظيم الجاه يا محمد, ياسيد الخلق, ياحبيب الحقّ, يا أحب العالمين إلى الله , ياسيد الأنبياء, يا إمام المرسلين, ياحبيب ربّ العالمين, يا محمد, صلى الله عليك وعلى كل النبيين والمرسلين, وسلام الله عليهم أجمعين.
أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن , الا فاتقوه وخافوه , يقول الله سبحانه وتعالى في القرءان الكريم * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ . * 102 سورة آل عمران
ويقول الله عزَّ وجلَّ في القرءان الكريم * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ * 107 سورة الانبياء. وقال لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ * 4 سورة القلم.
نعم, قبل أن نتكلم عن هذا الصرح العظيم, وعن هذه القلعة البيضاء, سنتكلم عن أخلاق سيد العالمين محمّد, سنتكلم عن من اجتمعنا على حبه وهديه عليه الصلاة والسلام قال ربه له في القرءان * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ * 4 سورة القلم. . فما هي أخلاق النبيّ؟ وما هي أخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم, سأذكر أمثلة سريعة عن بعض ماجاء في أخلاقه عليه السلام, أما مع أمته فهو الذي قال الله له * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ *107 سورة الانبياء.
وأما مع أمه عليه السلام فهو الذي ورد عنه في صحيح مسلم أنه قال : واستأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذِن لي, فزارها النبيّ ووقف عند قبرها وبكى حتى أبكى من معه من الصحابة, فكيف انت وكيف هي أخلاقك مع أمك أيها المسلم, واذكروا أن أمه قد ماتت وذهب إلى زيارة قبرها, ووقف عندها وبكى, أما أمك التي مازالت على قيد الحياة كيف تعاملها تبكي لأجلها أم تُبْكيها من ظلمك, حاسب نفسك, راقب نفسك كيف تتصرف مع أمك.
وأما مع أولاده, وأما مع أولاده عليه السلام , فقد ورد في البخاري أنه كان إذا دخلت عليه السيدة فاطمة, قام لها وهو رسول الله, وهو رسول ربّ العالمين, يقوم لابنته الصغيرة, لحبيبة قلبه فاطمة رضي الله عنها فيقبلها وتقبل يده ويجلسها في مجلسه, وانت مع أولادك كيف؟ هكذا كان مع ابنته يقوم لها, وهو سيد الخلق, هو امام الأنبياء والمرسلين, انظروا مع ابنته كيف يعاملها ,وأما مع زوجاته فهو الذي قال:{خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهله} وفي رواية{وأنا خيركم لأهلي} من غير الهاء, وانتبهوا تُسألُ السيدة عائشة رضي الله عنها كيف يكون رسول الله في بيته؟ إسمعوا ماذا تقول : يكون في خدمة أهله. رسول الله يكون في بيته في خدمة أهله.
ياهل ترى كيف تعامل زوجتك, كيف تعامل زوجتك, بالرأفة والرحمة والعطف والحنان والشفقة والتلطّف والإحسان إليها؟ أم بظلمها وإيذائها والتجبر عليها والتكبر عليها؟ سل نفسك كيف تعامل زوجتك.
وأما مع الكبار, ومع أصدقاء خديجة ومع أخواله من الرضاع, كيف كان يعاملهم؟ تعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم , أرضعته حليمة فصار ابن لها في الرضاع, كيف كان يعامل إخوتها بعد أن بُعث رسول الله ونزل عليه القرءان , جاء خاله من الرضاع قام إليه رسول الله وبسط له رداءه وأجلسه عليه إكراماً لحليمة, أي حليمة؟ حليمة السعدية, مرضعته عليه السلام يُكرم أخاها, يبسط له رداءه, يقعده على ردائه, وهو رسول الله كان بعد وفاة خديجة إذا ذبح شاةً يقول: اعطوا هذا لصديقة خديجة, لفلانة, أنظروا إلى بِرِّهِ لزوجته بعد وفاتها, يحافظ على إكرام صديقاتها, وأما مع الأطفال, مع الصغار كيف كان سيد الكبار محمّد, سيد العالمين محمّد كيف يعامل الأطفال؟ كان إذا خطب وهو على المنبر دخل الحسين رضي الله عنه نزل النبيّ عن المنبر فالتزمه, حمله, ضمه إلى صدره ورجع إلى المنبر, روى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم على الصبيان في الطريق , أنس رأى غلماناً يلعبون فسلم عليهم ماذا قال أنس : فعله رسول الله يعني رأيته كان يسلم على الصبيان الصغار , هذا سيد العالمين محمّد يفشي السلام يسلم على الكبار والصغار حتى الأطفال حتى الصبيان, هو رسول الله يبدأهم بالسلام وهو الذي قال: {أفشوا السلام بينكم}.
كيف انت مع أصدقائك وجيرانك هل تسلم عليهم؟ هل تبدأهم بالسلام؟ بل كيف أنت مع أرحامك, مع أرحامك وأقربائك؟ هل تسلم عليهم إذا رأيتهم ؟
وأما مع الجيران اسمعوا يقول عليه الصلاة والسلام: {مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُوَرِثُه} هذا يؤكد لك عن عظيم حق الجار, فكيف معاملتكم مع جيرانكم؟ كيف تعاملون جيرانكم؟ اعرضوا أعمالكم على هذه الأخلاق المحمّدية, انظروا كيف كان يتصرف سيد الخلق محمّد, وأما مع غير المسلمين, مع غير المسلمين, كيف كان يتصرف صلى الله عليه وسلم في بعض أحواله؟ كان غلامٌ من غير المسلمين يتردد إلى خدمة رسول الله, غاب بسبب المرض, خرج النبي لزيارته رآه يُحتضر على فراش مرض الموت, قال له الرسول: قُل لا إله إلّا الله محمدٌ رسول الله, الرسول جاء إليه , رسول الله محمد خرج لزيارة هذا الغلام الغير مسلم قال له قل: لا إله إلّا الله محمّدٌ رسول الله, نظر الغلام إلى أبيه, ماذا فعل الأب؟ قال له: أطِعْ أبا القاسم, رسول الله في بيتهم, قال له: أطعْ أبا القاسم تشهّد الغلام, دخل في الإسلام لما رأوا من أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما مع البهائم كيف كان يتصرف؟ مع البهائم كيف كان يتصرف؟ روى الحافظ العراقي: أنه صلى الله عليه وسلم أدنى الجَفنة _الوعاء الذي فيه الطعام_ بيده الشريفة بيده المباركة بيده الكريمة أدنى الجفنة للهرة, للهرة يُطعم الهرة وهو الذي أخبرنا عن المسلمة التي كانت من بني إسرائيل وكانت ترتكب الفاحشة, سقت هذا الكلب الذي رأته يكاد يقتله العطش, أنقذته خلعت موقها أخرجت الماء من البئر سقت هذا الكلب شفقة عليه ماذا قال الرسول عليه السلام : فغفر الله لها بسقياها الكلب.
فليسمع الناس, ولتسمع الأمم, ولتسمع الجمعيات والجماعات, عن اخلاق سيد الكون محمّد, يدني الجفنة بيده الكريمة للهرة يُطعمها, رسول الله محمد أرحم خلق الله بعباد الله.
وأما عن صبره وزهده وتحمله هو الذي خرج يمشي مرة بعد منتصف الليل, لم يجد طعاماً في بيته يأكله, وإذا قلنا لم يجد طعاماً يعني لم يكن في بيته حتى التمر , إذا قلنا لم يجد طعاماً يعني لم يجد في بيته كسرة خبز, لم يكن في بيته شئ من الزيت ولا من الخل, ماوجد ما يأكله في بيته, خرج رسول الله بعد منتصف الليل يمشي في الطريق لقي الصدّيق والفاروق رضي الله عنهما قال: ماالذي اخرجكما في هذه الساعة؟ قالا: الجوع يارسول الله, أبو بكر وعمر يمشيان في الطريق بعد منتصف الليل من الجوع, قالا: الجوع يارسول الله, إسمعوا ماذا قال الرسول عليه السلام : والذي نفسي بيده أخرجني الذي أخرجكما, رسول الله يخرج فيمشي من الجوع لايجد في بيته مايأكله.
أيها الأحبة, اخلاقٌ عظيمة, أخلاقٌ راقية, أخلاقٌ كريمة. قال له ربه : * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ * 4 سورة القلم.
وأقول لكم مسؤلياتكم كبيرة في هذه البلاد التي تعيشون فيها ينبغي عليكم أن تظهروا محاسن الإسلام, وأن تُروا الناس أخلاقكم الإسلامية العريقة والعظيمة وأن تقتدوا برسول الله وأن نسعى لتحسين أخلاقنا, أظهروا للناس هذه الأخلاق التي أوصى بها محمّد صلى الله عليه وسلم, لأجل هذا ولأجل دين محمّد وعقيدة محمّد ونهج محمّد , ولنشر الفضيلة ولنشرالفضيلة ومكارم الأخلاق بنيتم هذا الصرح العظيم عرفنا لماذا؟ لأجل التمسك بعقيدة محمّد وأخلاقه لإظهار محاسن دين الإسلام الذي كله محاسن بنيتم هذه القلعة هذا الجبل هذا الصرح, فمسؤلياتكم كبيرة التزموا بأخلاق نبيّكم , خالقوا الناس بخلق حسن تواضعوا مع الناس , تواضعوا مع الكبير وارحموا الصغير وأشفقوا على عباد الله, علِّموا الناس أن هذا الدين هو الذي جاء به محمّد وهو الذي دعا إليه الأنبياء إلى توحيد الله وعبادته الواحد الأحد المنزّه عن الشبيه والمثيل وعن الجسم والجسد والحدّ والكمّية, الموجود بلا جهة ولا بمكان.
أيها الأحبة هذا الصرح تعبتم في بناءه وصرفتم وبذلتم وجاهدتم بإنفاق أموالكم كلٌ على قدر استطاعته بتبرعات المحسنين الطيبين, الرجال والنساء كل على قدر حسب طاعته. الآن جاء دوركم بالقيام بمبادئ هذا الدين وللحفاظ على هذا النهج في هذا الصرح العظيم والمدرسة المحمّدية العريقة الأنيقة التي تريد أن تظهر محاسن الإسلام للناس, فكونوا عوناً لهذا المركز, كونوا دعماً لهذا الصرح, فهو لكم وبجهودكم بُنِي وبتبرعاتكم وبإحسانكم وبمساهماتكم, فحافظوا عليه وأظهروا قبل جمال المبنى لطيف المعاني والتي تتكلمون عنها في المعاني والمعنى قبل المبنى.
أيها الأحبة, هنيئاً لمن التزم تقوى الله وحسّن أخلاقه , هنيئاً لمن اقتدى بأخلاق رسول الله .
هذا النهج وهذه المدرسة وهذه الأخلاق التي زرعها مولانا الإمام المحدث الشيخ عبدالله الهرري رحمات الله عليه , والذي على هذا الأساس وعلى هذه المبادئ وعلى هذه القيم قامت هذه القلعة, وقامت هذه المؤسسة, فالمصلّيات كثيرة والمراكز أكثر, لكن نريد المعنى ونريد الجوهر ونريد الأصل ونريد المنهج ونريد المعنى الذي لأجله قام هذا البناء, لذلك هنيئاً لكم بما قدمتم, افرحوا بنعمة الله جزاكم الله خيراً كثيراً وأحسن إليكم وبنى لكم قصوراً في الجنة وختم الله لنا ولكم بخير وبكامل الإيمان هذا واستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين.
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمّد طه الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين, وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السرّ والعلن يقول الله تعالى في القرءان الكريم * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ . * 102 سورة آل عمران
واسمعوا أيها الأحبة يقول الله عزَّ وجلّ في القرءان الكريم * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ * 18 سورة ق ,وقال ربّنا * سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ * 19 الزخرف. وقال ربّنا في القرءان *وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا * 83 سورة البقرة.
الله أمر بالعدل, وأمر بالإحسان, امر بالإنصاف لذلك اذكركم بأن العدل والإعتدال شئ عظيم فلا يظنن ظان ولا يتأثرنّ البعض بتشويشات بعض المشوشين الذين لطالما شوشوا على هذا المركز العظيم والصرح الكبير والقلعة البيضاء منذ بداية العمار وطلعت اشاعات وكلمات كثيرة لكن ها أنتم اليوم تحتفلون بهذا الخير وتحتفلون بهذه النعمة, وباشرتم أحبابنا, خالطتموهم وعايشتموهم, فماذا رأيتم منهم الا الصدق والأمانة في القول والحفاظ على أموالكم وبنوا بالقليل ما يحتاج الكثير, بنوا بالقليل ما لو كان في يد غيرهم لاحتاجوا بحسب الظاهر الملايين زيادة على ما أنفقوه في هذا البناء, فليس عندهم سمسرات وليس عندهم زواريب وليس عندهم اشياء تذهب إلى الجيب ولا عندهم مصاريف خاصة ولا عندهم مصاريف ضائعة, بل كل ماتبرعتم به مسجل, مكتوب, مُوَثق, محفوظ, وهذه الثمرة أمامكم. هذه الثمرة فافرحوا بجهودكم وافرحوا بما قدمتم وازدادوا تصديقاً بهذا المنهج وازدادوا تمسكاً, عندنا منهجنا الذي نعتقده هو الذي نذكره لكم على المنابر, قال الله وقال الرسول, فهذه الجمعية لكم وهذا الصرح منكم وأنتم له وهو لكم فحافظوا عليه, لا تصدقوا الإشاعات الأكاذيب تمسكوا بهذا الصرح لخدمة الدين والإسلام , لخدمة المجتمع, لنشر الخير في البلاد التي تعيشون فيها. أهل هذه البلاد استقبلوكم وعشتم معهم ونشأتم بينهم بل وكثير من أبنائكم ولدوا هنا فالحريُّ بكم أن تعاملوهم معاملة حسنة وتظهروا محاسن أخلاق الإسلام والمسلمين, فإياكم والظلم, وإياكم والإفراط وإياكم والتفريط, وإياكم أن تتأثروا بالأفكار الهدّامة, الأفكار المغرضة, الأفكار المخرّبة , الأفكار المدمرة, أنظروا بسبب هذه الأفكار المتطرفة ماذا يحصل في بعض البلاد الآن. فكونوا مع أهل هذا البلد صادقين أمناء تعاملونهم بالإحسان كما بينا لكم وكما ذكرنا لكم, هذا والآخرة أمام الجميع, الى ديَّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم.
واعلموا أن الله أمركم بأمر عظيم أمركم بالصلاة على نبيه الكريم فقال وهو أصدق القائلين * إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا *56 سورة الاحزاب
اللهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, اللهم إنا دعوناك فاستجب لنا دعاءنا ربّ العالمين, فاغفر اللهم للمؤمنين والمؤمنات, اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة, اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها, اللهم ارزقنا أن نقتدي اقتداءً كاملاً بحبيبك محمّد, اللهم حسّن أخلاقنا وحسّن أحوالنا, اللهم الطف بنا في الدارين, اللهم ربّنا إلهنا مولانا يسّر لنا وللحاضرين أسباب خيري الدنيا والآخرة وأنشئ أولادنا وأنبتهم نباتاً حسناً, اجعلنا ربّنا مهتدين, اجعلنا هداة مهديين, اجعلنا ربنا دعاة للخير دالين الناس إلى طريق الجنة, اللهم اختم لنا بكامل الإيمان وفرج عنا كربات الدنيا والآخرة, الله ارحمنا فإنك بنا راحم ونجنا وارحمنا ولا تعذبنا فإنك علينا قادر, وأكرمنا برؤية حبيبك محمّد, اللهم ربنا إلهنا أكرم كل مؤمن طيب ساعد وساهم في بناء هذا المشروع الضخم خير الجزاء وابني له قصراً في الجنة يارب العالمين, اللهم ءالهنا أعنَّا لنظهر للناس محاسن الأخلاق الإسلامية , الله فقهنا في الدين, اللهم علمنا جهلنا وذكرنا بما نسينا وانفعنا بما علمتنا, الله ربنا ءالهنا أحسن ختامنا وادخلنا الجنة مع الأولين.
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون, أذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه يزدكم واستغفروه يغفر لكم واتقوه يجعل لكم من أمركم مخرجا, قوموا إل صلاتكم رحمكم الله وأقم الصلاة.