( الأفعال ثلاثة : ماضٍ )

وهو ما دل على حدث مضى وانقضى ، وعلامته أن يقبل تاء التأنيث الساكنة

نحو : ضرب ، تقول فيه ضَرَبَتْ ، (ومضارع)

وهو ما دل على حدث يقبل الحال والاستقبال ، وعلامته أن يقبل السين وسوف ولم

نحو : يضرب ، تقول فيه : سيضرب وسوف يضرب ولم يضرب ،

(وأمر)

هو ما دل على حدث في المستقبل ،

وعلامته أن يقبل ياء المؤنثة المخاطبة ويدل على الطلب

نحو: اضرب، تقول فيه: اضربي. (نحو : ضربَ ويضربُ واضربْ) ،

الأول مثال للماضي والثاني للمضارع والثالث للأمر.

(فالماضي مفتوح الآخر أبداً)

يعني أنه مبني على الفتح لفظاً

نحو : ضربَ ، أو تقديراً

نحو : رمى، ويقدر فيه الفتح أيضاً إذا اتصل به ضمير رفعٍ متحرك

نحو : ضربتُ وضربنا ،

ويكون ظهور الفتح متعذراً كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ،

ويقدر فيه الفتح أيضاً إذا اتصل به واو الضمير

نحو : ضربوا، لأن الواو يناسبها ضم ما قبلها ، فضمة المناسبة تمنع من ظهور الفتح ،

فيقال : مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة .

(والأمر مجزوم أبداً)

يعني أنه مبني على السكون الشبيه بالجزم ،

فإن كان معتلاً ءاخره بالألف أو الواو أو الياء يكون مبنيا على حذف حرف العلة

وهي الألف او الواو او الياء

نحو : اخش وادع وارم ،

وإن كان مسنداً إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة

يبنى على حذف النون

نحو : اضربا واضربوا واضربي ، والألف فاعل وكذا الواو والياء ،

وإن كان مسنداً إلى نون النسوة يبنى على السكون

نحو : اضربْنَ يا نسوةُ ، وإن اتصلت به نون التوكيد يبنى على الفتح

نحو : اضربَنْ بالنون الخفيفة واضربَنَّ بالنون الثقيلة .

(والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع ، يجمعها قولك : أنيْتُ)

بشرط أن تكون الهمزة للمتكلم نحو : أقوم ، والنون للمتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه

نحو: تقوم ، والياء للغائب نحو: يقوم, والتاء للمخاطب

نحو: تقوم وللمؤنثة الغائبة

نحو: هند تقوم ؛ فخرجت الهمزة التي ليست للمتكلم

نحو : أكرم فإنه ماضٍ ، والنون التي ليست للمتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه

نحو : نَرْجَسَ زيد الدواء إذا جعل فيه النَّرجسَ ، فإنه ماضٍ ، والياء التي ليست للغائب

نحو: يرنأ زيدٌ الشيبَ إذا خضبه باليرنأ ، فإنه ماضٍ ، واليرنأ هي الحناء ،

وخرج بالتاء التي للمخاطب أو الغائبة تاء

نحو : تعلم زيدٌ المسئلةَ، فهو فعل ماضٍ .

فأقوم ونقوم ويقوم وتقوم أفعال مضارعية لوجود حرف الزيادة في أولها

أعني الهمزة والنون والتاء والياء .

(وهو مرفوع أبداً حتى يدخل عليه ناصب أو جازم)

ورافعه تجرده من الناصب والجازم وهو عامل معنوي لا لفظي ،

فإن دخل عليه عامل ناصب فإنه ينصبه أو جازم فأنه يجزمه.

فالنواصب عشرةٌُ

أربعة منها تنصب بنفسها وستة منها يكون النصب معها بأن مضمرة وجوباً أو جوازاً ؛ (وهي: أن ولن وإذن وكي)

هذه الأربعة تنصب بنفسها مثال أن :

يعجبني أن تضربَ فيعجبني فعل مضارع ،

وأن : حرف مصدري ونصب والفعل المضارع منصوب بها ،

وسميت أن حرفاً مصدرياً لأنها تُسْبَكُ مع ما بعدها بمصدر إذ التقدير يعجبني ضربك ، ومثال لن قولك : لن يقوم زيدٌ فلن: حرف نفي ونصب واستقبال لأنها تصير معناه مستقبلاً ، ومثال إذن قولك : إذن أكرمَك في جواب منْ قال لك : أزورك غداً ، فإذن حرف جواب وجزاء ونصب ، وأكرمَ فعل مضارع منصوب بإذن وسميت حرف جوابٍ لوقوعها في الجواب ، وجزاءٍ لأن ما بعدها جزاء لما قبلها ، ونصب لأنها تنصب الفعل المضارع ، ولنصبها شروط تطلب من المطوّلات ؛ ومثال كي : جئت كي أقرأَ ،

إذا كانت اللام مقدرة قبلها أي لكي أقرأ ، فتكون مصدرية بمعنى أن ،

وأقرأ فعل مضارع منصوب بها ،

فإن كانت كي بمعنى لام التعليل كان النصب بأن مضمرة بعدها .

(ولام كي)

هذه وما بعدها ليست ناصبة بنفسها بل النصب بأن مضمرة

بعدها جوازاً في لام كي ووجوباً في ما بعدها ، مثال لام كي :

جئت لأقرأَ فاللام حرف جر للتعليل والفعل منصوب بأن مضمرة جوازاً بعدها ،

وإنما قيل لها لام كي لإفادتها التعليل مثل كي ولأنها قد تدخل على كي

نحو : جئت لكي أقرأ .(ولام الجحود) أي النفي، والنصب بأن مضمرة وجوباً بعدها ، وضابطها أن يسبقها كان المنفية بما أو يكن المنفية بلم ،

نحو :{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم}(1). و:{لَم يَكُنِ الله لِيَغْفِرَ لَهُمْ}(2).

فيعذبَ ويغفرَ منصوبان بأن مضمرة وجوباً بعد لام الجحود. (وحتى)

سواء كانت بمعنى إلى نحو: {حتَىَّ يَرْجِعَ إليْنا موسى}(3)

أو بمعنى لام التعليل نحو قولك للكافر : أسلم حتى تدخل الجنة أي لتدخل ،

فيرجعَ ويدخلَ كل منهما منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى .

(1)سورة الأنفال، من الآية 33.
(2)سورة النساء، من لآية 137.
(3)سورة طه، الآية91

(والجواب بالفاء و الواو)

يعني الفاء والواو الواقعتين في الجواب ،

وليست الفاء والواو ناصبتين بأنفسهما بل النصب بأن مضمرة وجوباً بعدهما ،

والمراد من وقوعهما في الجواب وقوعهما في المواضع التسعة المشهورة ،

الأول منها : الأمر

نحو : أقبل فأحسنَ إليك فأحسن منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء الواقعة في جواب الأمر ، وإن قلت :

وأحسن كانت الواوُ واوَ المعيةِ ،

فالنصب بأن مضمرة وجوباً بعد واو المعية الواقعة بعد الأمر . الثاني النهي

نحو: لا تضرب زيداً فيغضبَ أو :

ويغضبَ ، فيغضبَ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد النهي . الثالث الدعاء نحو : ربِّ وفقني فأعملَ صالحاَ أو وأعملَ صالحاً.

فأعملَ منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد الدعاء ؛

والفرق بين الدعاء والأمر أن الأمر طلب من الأعلى إلى الأدنى والدعاء طلب من الأدنى إلى الأعلى . الرابع الاستفهام نحو :

هل زيدٌ في الدار فأذهبَ إليه أو:

وأذهب إليه ، فأذهب منصوب بأن مضمرة بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد الاستفهام . الخامس العَرْضُ

نحو : ألا تنزِلُ عندنا فتصيبَ خيراً أو: وتصيب خيراً ،

فتصيب منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد العَرْض.

السادس التحضيض نحو : هلاَّ أّكرَمْتَ زيداً فيشكركَ أو :

ويشكرَك ، فيشكر منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد التحضيض ، والفرق بين العرض والتحضيض هو الطلب بحث وإزعاج . السابع التمني

نحو: ليتَ لي مالاً فأحجَ منه أو:

وأحجَ منه فأحج منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد التمني.

الثامن الترجي نحو : لعلي أراجع الشيخَ فيفهمَني المسألةَ أو:

ويفهمَني، فيفهم منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد الترجي.

التاسع النفي

نحو : ما تأتينا فتحدَثَنا أو:

وتحدثَنا، فتحدثنا منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد النفي .

(وأو)

يعني أن من النواصب للفعل المضارع أو، لكن بأن مضمرة وجوباً بعدها

نحو : لأقتُلَنَّ الكافِرَ أو يسلمَ أي إلا أن يسلمَ فيسلم منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد أو التي بمعنى إلا، وقد تكون بمعنى إلى

نحو : لألزمنَّك أو تقضيَني حقي أي إلى أن تقضيني حقي ،

فتقضيَ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد أو التي بمعنى إلى.

 

(والجوازم ثمانيةَ عشر)

قسم منها يجزم فعلاً واحداً وقسم يجزم فعلين، وبدأ بالقسم الأول فقال:

(وهي:لم)

نحو : لم يضربْ زيدٌ فلم حرف نفي وجزم وقلب ، ويضرب فعل مضارع مجزوم بلم ،

وزيد فاعل ، وسُميت حرف نفي لأنها تنفي الفعل المضارع ، وجزم لأنها تجزمه ،

وقلب لأنها تقلب معناه وتصيرُهُ ماضياً.

(ولما)

وهي بمعنى لم حرف نفي وجزم وقلب

نحو : {لَمَّا يَذوقُوا عَذّابِ} (1)

فيذوقوا فعل مضارع مجزوم بلمّا وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعل .

(وألم)

هي لم إلا أنها اقترنت بهمزة الاستفهام

نحو : {ألَمْ نَشْرَحْ } (2)

فالهمزة للاستفهام التقريري ، ولم حرف نفي وجزم وقلب ،

ونشرح فعل مضارع مجزوم بلم،

(وألمّا)

هي لما إلا أنها اقترنت بهمزة الاستفهام

نحو : ألما أُحسنْ إليك فالهمزة للاستفهام التقريري ، ولما حرف نفي وجزم وقلب،

وأحسنْ فعل مضارع مجزوم بلمّا.

(ولام الأمر)

نحو : {لِيُنْفِقْ ذو سَعَةٍ} (3)

فاللام لام الأمر ، وينفقْ فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ،

وذو فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة ،

وسَعَةٍ مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ؛

(والدعاء)

لام الدعاء هي لام الأمر إلا أنها من الأدنى إلى الأعلى فتسمى لام الدعاء تأدباً ،

نحو : {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}(4)

فاللام لام الدعاء ،

ويقضِ فعل مضارع مجزوم بلام الدعاء وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهي الياء ، والكسرة قبلها دليل عليها .

(ولا في النهي)

نحو: لا تخَفْ . فلا ناهية ، وتخفْ فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ؛

(والدعاء)

لا الدعائية هي لا الناهية إلا أنها من الأدنى إلى الأعلى

نحو: {رَبَّنا لا تُؤَاخِذْنا} (5)

فتؤاخذ فعل مضارع مجزوم بلا الدعائية .

(1) سورة ص ، الآية 8.
(2) سورة الانشراح ،من الآية 1.
(3) سورة الطلاق ، من الآية 7.
(4) سورة الزخرف، من الآية 77.
(5) سورة البقرة ، من الآية 286.

إلى هنا انتهى الكلام على ما يجزم فعلاً واحداً، ثم أخذ يتكلم على ما يجزم فعلين فقال

(وإن)

وهي حرف يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه

نحو : إن يقُم زيدٌ يقُم عمرو ،

فيقم الأول مجزوم بإن على أنه فعل الشرط،

والثاني مجزوم بها أيضاً على أنه جوابه وجزاؤه.

(وما)

نحو: ما تفعلْ أفعلْ،

فما اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه ،

فتفعل الأول مجزوم بها على انه فعل الشرط والثاني أيضاً مجزوم بها على

أنه جوابه وجزاؤه.

(ومَنْ)

نحو: من يقمْ أقمْ معه، فمن اسم شرط جازم يجزم فعلين ،

فيقم الأول مجزوم بها على أنه فعل الشرط والثاني ايضا مجزوم بها على انه جوابه وجزاؤه .(ومهما)

نحو: مهما تفعلْ أفعلْ، فمهما اسم شرط جازم ،

وتفعل الأول مجزوم بها على أنه فعل الشرط والثاني كذلك على انه جوابه وجزاؤه.

(وإذما)

هي حرف مثل إن نحو : إذما يقمْ زيدٌ يقمْ عمرٌو ، وإعرابه كإعراب مثال إن وقد تقدم.

(وأي)

نحو : أياً تضربْ أضربْ ،

فأياً اسم شرط جازم وما بعده مجزوم به على أنه شرطه وجوابه وجزاؤه.

(ومتى)

نحو : متى تأكلْ ءاكلْ ، فمتى اسم شرط جازم وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه.

(وأيان)

نحو: أيان ما تعدلْ أعدلْ،

فأيان اسم شرط جازم وما زائدة وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه.

(وأين)

نحو: أينما تنزلْ أنزلْ،

فأين اسم شرط جازم وما زائدة وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه.

(وأنى)

نحو: أنى تستقمْ تربحْ، فأنى اسم شرط جازم وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه.

(وحيثما)

نحو : حَيْثُما تَسْتَقِمْ يُقَدّرْ لَكَ الله نَجَاحَاً
فحيثما اسم شرط جازم وَتَسْتَقِمْ فعل الشرط ويُقَدِّرْ جوابه.

(وكيفما)

الجزم بها قاله الكوفيون ومنعه البصريون،

مثاله: كيفما تجلسْ أجلسْ، فكيفما اسم شرط جَازِم وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه.

(وإذا في الشّعر خاصة)

هذا زَائد على الثمانية عشر وسُمِعَ الجزمُ بإذا في الشعر لا في النثر ،

ومما سُمِعَ قوْلُ الشَّاعر: وإذا تُصِبْكَ خَصاصَةٌ فَتَحَمَّلِ
فتصب فعل الشرط وجملة تَحَمَّل جوابه ، فالفاء رابطة للجواب،

وَتَحَمَّلِ فعل أمر مبني على سكون مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الرَّويّ.