(النعت تابعٌ للمنعوتِ في رَفْعِهِ ونَصْبِهِ وخَفْضِهِ وتَعريفِه وتَنكيرِه)

يعني أن النعت يتبع منعوته في رفعه إن كان مرفوعاً، وفي نصبه إن كان منصوباً،

وفي خفضه إن كان مخفوضاً، وفي تعريفه إن كان معرفةً، وفي تنكيره إن كان نكرةً،

وذلك في النعت الحقيقي وهو الرافع لضمير المنعوت،

(تقول: قام زيدٌ العاقلُ)

وإعرابه: قام فعل ماض ، وزيدٌ فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ،

والعاقل نعت لزيد ونعت المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة،

وهو تابع للمنعوت في الرفع والتعريف،

(ورأيتُ زيداً العاقلَ)،

وإعرابه: رأيتُ فعل وفاعل، وزيداً مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة،

والعاقل نعت لزيد منصوب أيضاً بالفتحة الظاهرة، فقد تبعه في نصبه وتعريفه،

(ومررت بزيدٍ العاقلِ)

وإعرابه: مررت فعل وفاعل، وبزيد الباء حرف جر زيد مجرور بالباء،

والعاقل نعت له مجرور بالكسرة الظاهرة، فقد تبعه في خفضه وتعريفه،

وتقول في التنكير: جاء رجل عاقل، ورأيت رجلاً عاقلاً ومررت برجلٍ عاقلٍ،

وإعرابه: كالذي قبله، فقد تبع منعوته في الإعراب والتنكير.
ولما كان النعت تارة يكون معرفة وتارة يكون نكرة ذكر المصنف أقسام المعرفة والنكرة فقال:

(والمعرفة خمسة أشياءَ)،

المعرفة ما دلّ على معيّن، والذي ذكره المصنف خمسة أشياء الأول منها:

(الاسم المضمر)

وهو ما دلّ على متكلم أو مخاطب أو غائب

(نحو: أنَا)

للمتكلم ونحن للمتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه

(وأنت)

للمخاطب وأنتِ للمخاطبة وأنتما للمخاطَبيْنِ وأنتم لجمع الذكور المخاطبين وأنتن لجمع الإناث المخاطبات وهو للغائب وهي للغائبة وهما للغائبيْنِ وهم للغائبين وهن للغائبات.

(و)

الثاني من أقسام المعرفةِ

(الاسم العلم نحو: زيدٌ ومكة)

الأوّل علم لمن يعقل والثاني علم لما لا يعقل،

(و)

الثالث من أقسام المعرفة

(الاسم المبهم نحو: هذا وهذه وهؤلاء)

وهذا الاسم يشمل جميع أسماء الإشارة والأسماء الموصولة نحو الذي والتي والذين،

ويحصل التعيين في أسماء الإشارة بالإشارة الحسية،

وفي الأسماء الموصولة بالصلة نحو: جاء الذي قام أبوه. (و) الرابع من أقسام المعرفة

(الاسم الذي فيه الألف واللام نحو: الرجل والغلام) ، (و)

الخامس من أقسام المعرفة

(ما أضيف إلى واحد من هذه الأربعةِ)

نحو: غلامي، وغلام زيدٍ، وغلام هذا، وغلام الذي قام أبوه، وغلام الرجل.

(والنكرة كل اسم شائع في جنسه لا يختص به واحد دون ءاخر)

يعني أن النكرة هي الاسم الموضوع لفرد غير معيّن

نحو: رجل وغلام ، فلا يختص به واحد دون ءاخر،

(وتقريبه كل ما صلح دخول الألف واللام عليه نحو: الرجل والغلام)

يعني أن الرجل والغلام قبل دخول الألف واللام عليهما نكرتان لأن رجلاً يصدق على كل رجل وكذلك غلام، فلما دخلت عليهما الألف واللام تعرّفاً فقبول الألف واللام علامة التنكير.

والله سبحانه وتعالى أعلم