هديُ القرءان

سورة يس ج3

-

Share selected track on FacebookShare selected track on TwitterShare selected track on Google PlusShare selected track on LinkedInShare selected track on DeliciousShare selected track on MySpace
Download

الحمدُ للهِ ربّ العالمين لهُ النِعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَن

صَلَوَاتُ اللهِ البَرّ الرَّحيم والملائِكَةِ الْمُقرَّبينَ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ أشْرَفِ الـمُرسَلِين وحَبِيبِ رَبّ العَالمين

وعلى جميعِ إخوانِهِ مِنَ النَّبِيّينَ والـمُرسَلِين وَءَالِ كُلّ والصَّالِحين وسلامُ اللهِ عليهم أجمعين

 

يقولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أصْحَابَ القَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الـمُرْسَلُونَ {13} إِذْ أَرسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوآ إِنَّآ إِلَيْكُم  مُّرْسَلُونَ {14} قَالُوا مَآ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مّثْلُــنَا وَمَآ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِن شىْءٍ إِنَّ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ {15} قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ {16} وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا البَلَاغُ الـمُبِينُ {17}﴾[1]

إنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى يَقُول ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أصْحَابَ القَرْيَةِ﴾ أَي مَثّل لَهُم وَالـمَعْنَى اضْرِب لَهُم مَثَلًا مَثَلَ اَصْحَابِ القَرْيَة أَي أَنْطَاكِيَة، أي اذكُر لهُم قِصَّةً عَجِيبَةً قِصَّةَ أصْحَابِ القَرْيَةِ

﴿إِذْ جَاءَهَا الـمُرْسَلُونَ﴾ رُسُلُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام إلَى أهْلِهَا، بَعَثَهُم دُعَاةً إلَى الحَقّ وَكَانُوا عَبَدَةَ أَوْثَان

﴿إِذْ أَرِسَلْنَا إِلَيْهِمُ﴾ أَي أَرْسَلَ عِيسَى بِأَمرِنَا

﴿اثْنَيْنِ﴾ صَادِقًا وَصَدُوقًا فَلَمَّا قَرُبَا منَ الـمَدِينَةِ رَأيَا شَيْخًا يَرْعَى غُنَيمَاتٍ له وهو حَبِيبٌ النَّجّار فَسَألَ عن حَالهِمَا فَقَالا نحْنُ رَسُولا عِيسَى نَدْعُوكم من عِبَادَةِ الأوْثَانِ إِلَى عِبَادَةِ الرَّحَمن، فقال أَمعَكُمَا ءَايَة فَقَالا نَشْفِى المريضَ وَنُبْرِأُ الأكْمَهَ وَالأبرَص. وكانَ لهُ ابنٌ مريضٌ مُذْ سِنِينَ فَمَسَحَاهُ فَقَام فآمَنَ حَبِيبٌ وَفَشَى الخَبَر. فَشُفِي عَلى أيْدِيهِما خَلقٌ كَثِير فَدَعَاهُمَا الـمَلِكُ وَقَالَ لَهُمَا أَلنا إِلهٌ سِوَى أَلِهَتِنَا قَالَا نَعَم مَنْ أوجدَكَ وَءَالـِهَتـَك. فَقَالَ حَتَّى اَنظُرَ فِي أَمرِكُمَا فَتَبِعَهُمَا النَّاسُ وَضَرَبُوهُمَا وَقِيلَ حُبِسَا ثُمَّ بَعَثَ عِيسَى عَلَيهِ السَّلَامُ شَمعُون فَدَخَلَ مُتَنَكّرًا  وَعَاشَرَ حَاشِيَةَ الـمَلِكِ حَتَّى استَأنَسُوا بِهِ وَرَفَعُوا خَبَرَهُ إِلَى الـمَلِكِ فَأَنِسَ بِه، فَقَالَ لَهُ ذَاتَ يَوْم بَلَغَنِي أَنَّكَ حَبَسْتَ رَجُلَيْن فَهَل سَمِعْتَ قَولَهُمَا، قَالَ لا فَدَعَاهُمَا  فَقَال شَمعونُ مَن أَرسَلَكُمَا قَالا اللهُ الّذي خَلَقَ كُلَّ شَىء وَرَزَقَ كُلَّ حَيّ وَلَيْسَ لَهُ شَرِيك، فقَال صِفَاهُ وَأَوْجِزَا قَالا يَفعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيد، قَالَ وَمَا ءَايتُكُمَا قَالا مَا يَتَمَنّى الـمَلِك فَدَعَا بِغُلَامٍ أكْمَه فَدَعَوَا اللهَ فَأبْصَرَ الغُلَام. فَقَالَ لَهُ شَمعُون أَرَأَيْتَ لُوْ سَألتَ إِلهَكَ حَتّى يَصْنَعَ مِثْلَ هذَا فَيكونَ لَكَ ولَهُ الشَّرَف. قَالَ الـمَلِكُ لَيْسَ لِي عَنْكَ سِرٌّ إِنَّ إِلَهنَا لَا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِر وَلا يَضُرُّ وَلا يَنْفَع ثُمَّ قَال إِنْ قَدَرَ إلهُكُمَا عَلَى إحْيَاءِ مَيِت ءَامَنَّا بِه فَدَعَوَا بِغَلَامٍ مَاتَ مِن سَبْعَةِ أيَّام فَقَام وَقَال إنّي أُدْخِلْتُ فِى سَبْعَةِ أوْدِيَةٍ مِنَ النَّار لِمَا مِتُّ عَلَيهِ منَ الشِرْك وَأنَا أُحَذّرُكُم ما أنتُم فِيهِ فَآمِنُوا، وقَال فُتِحَت أبْوَابُ السَّمَاءِ فَرَأيْتُ شَابًّا حَسَنَ الوَجْهِ يَشْفَعُ لِهَؤلَاءِ الثَّلَاثَة. قَالَ الـمَلِكُ وَمَن هُم قَال شَمعُونُ وَهَذَان، فَتَعجَّبَ الـمَلِك. فَلمَّا رَأى شمعونُ أنَّ قَوْلَهُ قدْ أَثَّر فِيهِ نَصَحَهُ فَأَمنَ وَءَامَنَ قَومٌ، وَمَنْ لَـم يُؤمِن صَاحَ عَلَيْهِم جِبْرِيلُ فَهَلَكُوا

﴿فَكَذَّبُوهُمَا﴾ فَكَذَّبَ أَصْحَابُ القَريَةِ الرَّسُولَيْن

﴿فَعَزَّزْنَا﴾ فَقَوَّينَاهُمَا

﴿بِثَالِثٍ﴾ وهُوَ شَمعُون

﴿فَقَالُوآ إِنَّآ إِلَيْكُم  مُّرْسَلُونَ﴾ أَي قَالَ الثَّلاثَةُ لِأهْلِ القَريَة

﴿قَالُوا﴾ أَي أَصْحَابُ القَريَة

﴿مَآ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مّثْلُــنَا وَمَآ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِن شىْءٍ﴾ أَي وَحْيًا

﴿إِنَّ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ﴾ مَا أَنتُم إِلَّا كَذَبَة

﴿قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ﴾ أَكَّدَ الثَّانِى بِاللَّامِ دُونَ الأوَّل، لِأَنَّ الأوَّلَ ابتِدَاءُ إِخْبَار والثَّانِى جَوَابٌ عَن إِنْكَار فَيَحْتَاجُ إِلَى زِيَادَةِ تَأكِيد. ورَبُّنَا يَعْلَمُ جَارٍ مَجْرَى القَسَمِ فِى التَّوكِيد

﴿وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا البَلَاغُ الـمُبِينُ﴾ أَي التَّبْلِيغُ الظَّاهِرُ الـمَكشُوفُ بِالآيَاتِ الشَّاهِدَةِ بِصِحَّتِه

 

وَسُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ العَالمين، رِبَّنَا اغفِر لَنَا وَارحَمْنَا وَاهدِنَا وَعَافِنَا وَاعفُ عَنَّا،

اللهُمَّ اغفِر للمؤمنينَ والـمُؤمِنَات الأحيَاءِ مِنهُم والأموَات وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ العَالَمِين