بسم الله الرحمن الرحيم

-

Share selected track on FacebookShare selected track on TwitterShare selected track on Google PlusShare selected track on LinkedInShare selected track on DeliciousShare selected track on MySpace
Download

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد

فإن أهل السنة والجماعة هم جمهور الأمة المحمدية الأكثر عددًا في هذه الأمة وهم الصحابة ومن تبعهم في أصول الاعتقاد وهم المرادون بحديث رسول الله [فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة]
والجماعة هم السواد الأعظم. وقد حدث بعد سنة مائتين وستين للهجرة انتشار بدعة المعتزلة والمشبهة وغيرهما فقيض الله إمامين جليلين أبا الحسن الأشعري وأبا منصور الماتريدي رضي الله عنهما، فقاما بإيضاح عقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإيراد أدلة نقلية وعقلية مع رد شبه المعتزلة والمشبهة وغيرهما. فنسب إليهما أهل السنة فصار يقال لأهل السنة أشاعرة وماتريدية.

قال الحافظ مرتضى الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين [إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية]. فالعقيدة الحقة التي كان عليها السلف الصالح هو ما عليه الأشعرية والماتريدية وهم مئات الملايين من المسلمين، هم السواد الأعظم الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة.

وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن جمهور أمته لا يضلون فيا فوز من تمسك بهم. وكان إمامنا الشافعي رضي الله عنه يتقن هذا العلم وكذلك الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام أحمد رضي الله عنهم. وقد ألف الكثير من العلماء كتبًا خاصة في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ككتاب العقيدة الطحاوية للإمام السلفي أبي جعفر الطحاوي وكتاب العقيدة الصلاحية وهي التي ألفها الإمام محمد بن هبة البرمكي وأهداها للسلطان صلاح الدين الأيوبي فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المدارس حتى صارت تسمى فيما بعد بالعقيدة  الصلاحية ومما جاء فيها:

وصانعُ العَالَمِ لا يَحْوِيهِ ... قُطْرٌ تَعَالَى الله عَنْ تَشْبِيهِ
قد كَانَ موجُودًا ولا مكانَ ... وحكمه الآن على ما كانَ
سبحانه جل عن المكان ... وعزّ عن تغير الزمان
فقد غلا وزاد في الغلو ... من خصه بجهة العلو

وهذه العقيدة تدرس في جامعة الأزهر في مصر وفي جامعة الزيتونة في تونس بل وفي سائر المغرب العربي وكذا في أندنوسيا وماليزيا وباكستان وتركية وبلاد الشام والسودان واليمن والعراق والهند وأفريقيا وبخارى والداغستان وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين.

قال الله تعالى {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، فقد أخرج الحافظ أبن عساكر والحاكم أنه لما نزلت هذه الآية أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصحابي أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال [هم قوم هذا]. قال الإمام القشيري [فأتباع أبي الحسن الأشعري من قومه]. وذكر الإمام البخاري في صحيحه باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم [هم مني وأنا منهم].

وأخرج البخاري في صحيحه عن عمران ابن الحصين رضي الله عنه أن النبي أَتاهُ أناس من بني تميم فقال عليه الصلاة والسلام [اقبلوا البشرى يا بني تميم]قالوا بشرتنا فأعطنا، مرتين، فتغير وجهه صلى الله عليه وسلم أي للأسف عليهم كيف ءاثروا الدنيا. فجاءهُ أناسٌ من أهل اليمن فقال [يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم]قالوا قد قبلنا يا رسول الله، جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان، فقال [كان الله ولم يكن شىءٌ غيرُه]أي كان الله في الأزل ولم يكن مكان ولا زمان ولا جهة ولا عرش ولا سماء ولا جسم ولا حركة ولا سكون ولا مخلوق ثم خلق الله الخلق وبعد خلقه الخلق لا زال كما كان فهو سبحانه موجود بلا كيف ولا مكان ولا جهة ونحن نحمد الله تعالى على هذه العقيدة السنية التي نحن عليها  والتي كان عليها رسول الله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان والتي مدح الرسول معتنقها. فقال عليه السلام فيما رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني والحاكم [لتُفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش]، ولقد فتحت القسطنطينية بعد تسعمائة عام، فتحها السلطان محمد الفاتح الماتريدي رحمه الله، وكان سني يعتقد أن الله موجود بلا مكان ويحب الصوفية الصادقين ويتوسل بالنبيّ  صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا الاعتقاد مئات الملايين  من المسلمين سلفاً وخلفاً في الشرق والغرب فالأشعرية والماتريدية هم أهل السنة والجماعة.

وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.