سيرة العارف بالله الشيخ بدر الدين الحسني

www.mika2eel.com -

Share selected track on FacebookShare selected track on TwitterShare selected track on Google PlusShare selected track on LinkedInShare selected track on DeliciousShare selected track on MySpace
Download

بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله

هو محمد بدر الدين بن يوسف بن بدر الدين بن عبد الرحمان بن عبد الوهاب

 بن عبد الله بن عبد الملك بن عبد الغني المغربي المراكشي

 السبتي من ذرية الشيخ الجزولي ينتهي نسبه إلى الشيخ الصالح

 عبد العزيز التباع الذي ينتهي نسبه بدوره

 إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان رحمه الله تعالى

 محدث الديار الشامية الأكبر

 وأستاذ علماء الشام خاصه وشيخهم المعتمد,

ولد الشيخ بدر الدين الحسني في دمشق رضي الله عنه

سنة 1267 هجرية في دار والده المجاورة لمدرسة دار الحديث

 لوالدين تقيين كان أبوه عالمًا شاعرًا، مالكي المذهب

 قادري الطريقة من سادة المغرب رحل إلى مصر لطلب العلم فأخذ

 عن أعلامها وعن علماء مكة المكرمة والمدينة المنورة،

 ثم جاء إلى الشام ليأخذ عن أقطابها،

 ثم إلى الأستانة ثم إلى فاس وكانت الشام سكناه،

 وبها درّس وخرّج طلاب العلم الذين برزوا ولمعوا في هذا المجال .

 أمّا والدته فهي السيدة عائشة بنت إبراهيم الكزبري.

 تعهده والده الشيخ يوسف بالرعاية والتهذيب والتعليم،

 وعليه أخذ مبادئ الكتاب والحساب،

 وحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنوات تقريبًا،

 وانقطع للعلم، فلمّا توفي والده وهو ابن اثنتي عشرة سنة

 تولت والدته وخاله صالح الكزبري رعايته،

 وانقطع في غرفة أبيه بدار الحديث

 يطالع كتبه الموروثة بهمة ويحفظ المتون في العلوم المختلفة،

 وأرشده في هذه الفترة الشيخ أبو الخير الخطيب.

 فحفظ ما يقرب من اثني عشر ألف بيت

 ثم شغله بقراءة شروحها وفهمها وكانت معظم قراءاته في هذه المرحلة  عليه ،

 مال منذ الثالثة عشرة إلى العزلة والخلوة،

 التي دامت سبع سنوات أو تزيد منقطعا إلى العلم والعبادة في غرفته،

 وعكف خلالها على التأليف نهاره وطرفًًا من ليله موليًا علم الحديث اهتمامه،

 فحفظ الصحيحين مع أسانيدهما،

 وقيل حفظ كتب الحديث الستة مع المتون الشعرية المختلفة،

 وكان يعلق على ما يقرأ؛

 فترك تعليقات على نحو خمسين كتابًا ورسالة

 ساعده ذكاءٌ فطري وحافظة عجيبة اهتم بالكتب واقتنائها،

 ولم يترك علمًا من العلوم المعروفة في الثقافة الإسلامية إلاّ درسه وتوغل فيه.

 بدأ منذ الخامسة عشرة تقريبًا في خلوته

 يلقي دروسًا خاصةً على الطلاب الذين رُبَّما كانوا أكبر منه سنًا

 فجمع هنا بين العلم والتعليم.

 روى أحد تلامذته قائلا إنه قبل أن يبدأ عزلته

 أخذ يُدرس في الجامع الأموي النحو والصرف والبلاغة والفقه وغيرها

  وكان قد أُجيز في التدريس ولم يكن نبت في لحييه شعر،

 وقد لفتت فصاحته وعلمه أنظار الناس فتركوا حلقات الشيوخ وانصرفوا إليه

 فاعتزل خشية إيذاء حلقات العلم وقيل

 إنه اعتزل بعد ما منعه أحد الوجهاء عن التدريس لحداثة سنه

 وعند انتهاء خلوته سافر إلى حمص سنة 1290 هجرية

 فأقبل عليه أهلها إقبالا عظيمًا وقرأ بعضهم عليه ولما عاد إلى دمشق

 بدأ دروسه الخاصة المعهودة ثم أخذت هذه الدروس شكلها المنتظم

 الذي سارت عليه حتى آخر حياته

 وفي زُهاء الخامسة والعشرين من عمره رحل إلى مصر

 والتقى بالشيخ الأشمولي رفيق والده،

 وقصد الشيخ إبراهيم السقّا وأخذ علم الحديث عنه

 واستجازه وفي سنة 1295 هجرية،

 تزوّج من السيدة رقية بنت العارف بالله الشيخ محي الدين العاني،

 ورزق منها ثمانية أولاد، إبراهيم عصام الدين، الذي جمع العلم والصلاح والذكاء،

 والشيخ تاج الدين، وست بنات،

هن أسماء وباهية وعائشة وشفيقة وسلمى وسارة،

 نقف هاهنا لنكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله عن صفاته الخلقية والخلقية حتى هذا

 الموعد نستودعكم الله تعالى.